الذهب يستقر على الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي: استقر سعر الذهب اليوم الاثنين، ليظل بالقرب من أعلى مستوى في أسبوع، في ظل استمرار صعود الدولار الأمريكي.
ومع عودة المخاوف المتعلقة بالتضخم المرتفع، وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، خاصة بعد البيانات الاقتصادية الضعيفة التي أعلن عنها مؤخرًا.
شكلت تلك العوامل ضغوط قوية على الذهب، ومنعته من مواصلة سلسلة المكاسب التي بدأها خلال الجلسات السابقة.
لم يطرأ على المعدن الأصفر أي تغير يذكر في المعاملات الفورية، حيث سجل اليوم 1759.11 دولار.
بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ 23 سبتمبر الماضي، وسجل 1765.54 دولار للأونصة، في وقت سابق من اليوم.
وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة تبلغ 0.1%، ليصل إلى 1760.20 دولار للأونصة.
صعود مؤشر الدولار
ارتفع مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية- اليوم وتعافى عن أدنى مستوى منذ 29 سبتمبر، الذي سجله في وقت سابق من اليوم.
وأدى صعود مؤشر الدولار الأمريكي إلى 93.96 ارتفاع تكلفة المعدن الأصفر بالنسبة لمالكي العملات الأخرى.
لكن الذهب نجح في الحفاظ على استقراراه، في ظل عودة المخاوف بشأن التضخم المرتفع، مما عادل أثر قوة الدولار الأمريكي.
كشفت بيانات رسمية ارتفاع معدل التضخم في منطقة اليورو إلى أعلى مستوى في حوالي 13 عامًا، خلال الشهر الماضي.
كما أظهرت بيانات الحكومة الأمريكية ارتفاع الأسعار بنسبة كبيرة في البلاد، وصعود معدل التضخم بنسبة تفوق توقعات الأسواق.
بالرغم من أن المعدن الأصفر يعتبر أداة تحوط ضد التضخم المرتفع، وملاذ آمن إلا أن احتمالية خفض التحفيز النقدي يزيد من تكلفة حيازة الذهب.
يشار إلى أن الدولار تقلى دعمًا قويًا من توقعات رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع، مما ساعده على التعافي من خسائره السابقة.
كما أن تلميحات جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي بخفض إجراءات التحفيز النقدي قريبًا، دعمت الدولار ودفعته للصعود.
خفض التحفيز النقدي يعرقل صعود الذهب
من المتوقع أن يُعلن البنك المركزي الأمريكي تقليص برنامج التحفيز النقدي الهائل، ورفع أسعار الفائدة قريبًا، مما سيؤدي لزيادة عوائد السندات الأمريكية.
هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي قوي على المعدن الأصفر، لأن سيزيد تكلفة حيازة الذهب، الذي لا يدر أي عوائد.
ويرى المحللون أن نقاط ضعف حيازة الذهب مازالت منخفضة حتى الآن، نتيجة الضغوط التضخمية في ظل ارتفاع تكلفة الطاقة.
وأشاروا إلى أنه من الواضح أن معدل التضخم المرتفع لن يكون مؤقت وعابر كما كان متوقعًا، وبالتالي سيكون له تأثير سلبي على معدل نمو الاقتصاد العالمي.
وفي حال استمرار ارتفاع التضخم، فإن البنك المركزي الأمريكي سيكون مضطر لتأجيل قرار خفض إجراءات التحفيز النقدي الهائل.
يتعلق الأمر في النهاية بالبيانات الاقتصادية التي ستعلن عنها الحكومة الأمريكية قريبًا، بخصوص نمو الوظائف في البلاد.
والتي تعد مؤشر قوي لتعافي سوق العمل الأمريكي، وأهم شروط الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة وتشديد السياسة النقدية.
يتابع المستثمرون عن كثب قرار البنك المركزي الأمريكي بشأن اتجاه السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة، وما إذا كان سيبدأ في خفض التحفيز النقدي هذا العام بالفعل.
كان الطلب على الذهب الطبيعي في الصين، التي تعد أكبر مستهلك للذهب، قد ارتفع الأسبوع الماضي، كما ارتفع الطلب في مراكز آخرى مثل سنغافورة.
أداء المعادن الأخرى
على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، صعدت أسعار الفضة اليوم الاثنين بنسبة 0.4% لتصل إلى 22.60 دولار للأونصة.
وربح البلاتين بنحو 0.5% ليتم تداوله اليوم عند 967.45 دولار، كما تراجع البلاديوم بنفس النسبة ليصل إلى 1910.40 دولار.