الذهب ينخفض بسبب قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات: مازالت أسعار الذهب العالمية تواصل الانخفاض، خلال تعاملات اليوم الأربعاء، قبيل الإعلان عن بيانات الوظائف غير الزراعية بالولايات المتحدة.
وتأثرت أسعار الذهب بقوة الدولار الأمريكي، الذي يواصل الصعود منذ أكثر من أسبوع، مدعومًا بارتفاع سندات الخزانة الأمريكية.
هبط المعدن الأصفر خلال المعاملات الفورية بنسبة 0.5% ليصل إلى 1750.51 دولار للأوقية، في تمام الساعة 07:23 بتوقيت جرينتش.
وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة تبلغ 0.7%، لتصل خلال تعاملات اليوم إلى 1749.40 دولار للأوقية.
أما الدولار فقد ارتفع بالقرب من أعلى مستوى له خلال هذا العام، مما قلل من جاذبية الذهب بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
في الوقت نفسه، وصل عائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 1 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ يونيو الماضي.
توقعات السياسة النقدية وتراجع الذهب
يرى المحللون أن زخم سعر الذهب سوف يتراجع خلال الفترة المقبلة، نتيجة توقعات السياسة النقدية.
وأشاروا إلى أن أسعار الذهب من المحتمل أن تتماسك في نطاق يتراوح ما بين 1745 و 1775 دولارًا.
كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد أعلن خلال اجتماعه الأخير، الأسبوع الماضي، البدء في خفض التحفيز النقدي قريبًا.
وتوقع أعضاء المجلس البدء في تقليص مشتريات البنك المركزي من السندات الشهرية بحلول نهاية العام الجاري.
ويرى المجلس أن معدل نمو الاقتصاد الأمريكي صار جيدًا، وأنه تعافى بشكل كبير من توابع أزمة كورونا التي ضربت العالم منذ نحو عامين.
وكان جيروم باول رئيس المجلس، قد اشترط من قبل تعافي سوق العمل الأمريكي للبدء في خفض برنامج التحفيز النقدي الهائل.
أدت تلميحات المجلس وتوقعات الأسواق والمحللين بتشديد السياسة النقدية في وقت أقرب من المتوقع، إلى تعزيز الدولار الأمريكي.
وتأثرت أسعار الذهب بقوة عقب اجتماع الفيدرالي، حيث إن قوة الدولار جعلت الذهب أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
عادة ما ينظر إلى الذهب على أنه أداة تحوط ضد التضخم المرتفع، لذا ارتفعت الأسعار بقوة خلال الأشهر الماضية.
لكن مع رفع أسعار الفائدة وتشديد السياسة النقدية وخفض برنامج التحفيز النقدي من شأنه دفع عائد سندات الخزانة الأمريكية للصعود.
وهذا بدوره سيجعل الاحتفاظ بالسبائك غير المدرة لأي عوائد أعلى تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
وأشار المحللون إلى أنه مازال هناك مؤشرات عديدة مهمة على ضغوط التكلفة في الاقتصاد العالمي، أهمها التركيز على البنوك المركزية وتشديد السياسة النقدية.
الأنظار تتجه نحو البيانات الأمريكية
يتابع المستثمرون عن كثب بيانات التوظيف الأمريكية لشهر سبتمبر الماضي المقرر الإعلان عنها يوم الجمعة المقبل.
والتي من المتوقع أن تأتي قوية متماشية مع التوقعات، مما سيزيد دوافع البنك المركزي للبدء في خفض مشترياته من السندات هذا العام.
بحسب آراء المحللين، فمن المتوقع أن تكشف البيانات إضافة نحو 488 ألف وظيفة جديدة خلال شهر سبتمبر.
أكد جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي خلال شهادته الأخيرة أمام الكونجرس الأمريكي أن سوق العمل الأمريكي يسير بخطوات ثابتة نحو التعافي.
بالرغم من بيانات التوظيف التي جاءت ضعيفة وأقل من توقعات الأسواق والمحللين خلال شهر أغسطس الماضي.
ومن الواضح أن المجلس سيعلن قريبًا خفض برنامج التحفيز النقدي الهائل الذي بدأه مع ظهور أزمة كورونا.
خاصة في ظل إعادة فتح أغلب الاقتصادات الكبرى، ونمو الاقتصاد العالمي بشكل جيد خلال الأشهر الماضية.
أداء المعادن الأخرى
هبطت أسعار الفضة اليوم الأربعاء في المعاملات الفورية بنسبة 1.1% لتصل إلى 22.42 دولار للأوقية.
وتراجع البلاتين إلى 948.02 دولار، منخفضًا بنسبة 1.4%، كما انخفض سعر البلاديوم بنسبة 0.9% ليتم تداوله عند 1896.66 دولار.