اليوان يتراجع بعد تدخل بنك الشعب الصيني: سجل اليوان الصيني ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدعم من تراجع الدولار الأمريكي والبيانات الاقتصادية القوية التي أعلنت عنها حكومة بكين.
اتخذ بنك الشعب الصيني عدد من الإجراءات لتهدئة ارتفاع اليوان، وبالفعل استقر سعر اليوان خلال تعاملات اليوم.
ويرى المحللون أن العملة الصينية لا يمكنها مواصلة الصعود، حتى لو توقف البنك الصيني عن اتخاذ المزيد من الإجراءات لوقف ارتفاعه.
فمن المتوقع أن تتضخم مدفوعات الأرباح الموسمية من الشركات الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ.
ومن المحتمل أيضًا أن يرتفع سعر الدولار خلال الفترة المقبلة.
نتيجة الجدل القائم بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة، مما سيشكل ضغطًا على اليوان الصيني.
اليوان يسجل أعلى مستوى في خمس سنوات
كان اليوان الصيني قد ارتفع إلى أعلى مستوى له في خمس سنوات مقابل سلة من ست عملات رئيسية خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
وجاء هذا الصعود القوي مدعومًا بتحسن التوقعات الاقتصادية وزيادة تدفق الأموال إلى الأسهم والسندات.
مما دفع اليوان إلى التفوق على باقي العملات الآسيوية خلال الربع الثاني من العام الجاري.
توقعات الخبراء والمحللين
يتوقع خبراء المال أن يتم تداول اليوان الصيني في نطاق يتراوح ما بين 6.4 إلى 6.6 دولار خلال العام الجاري.
مما يعني تراجعًا نسبته 3% عن المستويات الحالية.
ومن المتوقع، ألا يؤدي موسم توزيع الأرباح إلى تراجع اليوان الصيني.
وذلك لأن جميع الشركات ليست في حاجة إلى بيع اليوان في السوق الفورية مقابل دولار هونغ كونغ، فبعض الشركات تفضل امتلاكه واستخدامه في مدفوعات الأرباح.
كما أن الصناديق الأجنبية ستستمر في التزاحم على السندات الصينية.
خصوصا مع الإدراج المرتقب للأوراق المالية في مؤشر ” إف تي إس إي” الرئيسي، وهذا يشكل دعمًا قويًا لليوان الصيني.
كما يتوقع المحللون أن تسجل الشركات الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ أرباحًا تبلغ قيمتها 16.8 مليار دولار خلال شهر يونيو.
بزيادة قدرها 10 مليارات دولار مقارنة بالشهر السابق.
ومن المرجح أن يتم تحويل نحو 50.6 مليار دولار من أرباح الأسهم خلال شهري يوليو وأغسطس.
وهذا يعني أن تأثير مبادلة الشركات لليوان الصيني بدولار هونغ كونغ خلال فترة ثلاثة أشهر اعتبارًا من يونيو الجاري سيكون الأعلى للعام الحالي.
كما يرى المحللون أنه مع مرور الوقت سيحول المستثمرون في “ساوث بوند كونيكت” اليوان المحلي إلى دولار هونغ كونع وعملات أجنبية أخرى للاستثمار.
وفي البداية ستتمكن البنوك المؤهلة من استخدام ودائع العملات الأجنبية الخاصة بها والمتاحة للإقراض واستثمارات الحافظة.
الخلافات الصينية الأمريكية
وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس الماضي على أمر بتعديل الحظر الذي فرضته حكومة بكين على الاستثمار الأمريكي في الشركات الصينية.
وكانت الحكومة الصينية قد أعلنت فرض هذا الحظر خلال فترة تولي الرئيس السابق دونالد ترامب.
وبالطبع ستشكل التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم خطر كبير على اليوان الصيني.
ومن المتوقع أن تواجه العملة الصينية ضغوطًا آخرى من المنصة الجنوبية لربط تداول السندات الحالي بين هونغ كونغ والصين.
والتي من المقرر أن تبدأ العمل خلال الشهور المقبلة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الصينية رفع حصة الاستثمار للتجار المحليين لشراء الأوراق المالية من الخارج مرة أخرى في نهاية مايو الماضي.
وهذا بدوره سيمهد الطريق لزيادة التدفقات الخارجية.
وبالطبع سيكون للدولار تأثير قوي وحاسم.
خاصة بعد أن ارتفعت العملة الصينية إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات مقابله خلال تعاملات الاسبوع الماضي.
وتزداد توقعات اضطرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تقليص شراء السندات خلال العام الجاري وهذا بالطبع سيدعم الدولار الأمريكي.