اليوان يضع البنوك الصينية في أزمة بعد ارتفاعه أمام الدولار: تراجع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر ونصف الشهر.
في حين ارتفع اليوان الصيني في السوق المحلية ليصل إلى 6.4016 للدولار، وهو أقوى سعر له منذ عام 2018، إذ افتتح الجلسة عند 6.4110.
ومن الواضح أن السوق العالمي قد تقبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باستمرار سياسة التيسير النقدي.
وكان الاحتياطي الأمريكي قد أعلن هذا الأسبوع ثبات أسعار الفائدة واستمرار العمل بسياسة التيسير النقدي نظرًا لأن معدلات التضخم مازالت ضعيفة بشكل عام.
الجهود الصينية لاحتواء صعود اليوان
ومن جانبها، تبذل البنوك الصينية الحكومية العديد من المحاولات لاحتواء ارتفاع سعر اليوان.
وقال عدد من المصادر المطلعة، أن البنوك الصينية الرئيسية التابعة للدولة قد قامت بشراء الدولار الأمريكي عند نحو 6.4 يوان خلال المعاملات الآسيوية بعد الظهر.
وذلك في محاولة منها للحد من موجة صعود اليوان الصيني التي تقودها السوق الخارجية.
تأثر الدولار بقرارات الاحتياطي الفيدرالي
يأتي تراجع الدولار الأمريكي في ظل تراجع أسعار الفائدة بالسوق الأمريكي مجددا، ووصول عائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوياته في أسبوعين.
وبلغ عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات 1.579% خلال معاملات أمس الثلاثاء في بورصة نيويورك.
ويرى محللو سوق المال أن أسعار الفائدة قد ارتفعت خلال الشهر الأخير في الكثير من الدول المتقدمة الأخرى مما دعم القدرة التنافسية لعملاتها أمام الدولار الأمريكي.
وأشاروا إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي متأخر عن الكثير من البنوك المركزية الأخرى التي قامت مؤخرًا بتعديل سياستها النقدية وضبطها وفقًا لمعدلات التضخم الجديدة.
وتشير التوقعات الحالية إلى أن استمرار تراجع الدولار الأمريكي وصعود اليوان الصيني خلال الفترة المقبلة.
مؤشر الدولار الأمريكي
كان مؤشر الدولار- الذي يقيس أداء الدولار الأمريكي أمام ست عملات رئيسية- قد انخفض بنسبة 0.2% خلال المعاملات الصباحية في بورصة نيويورك أمس الثلاثاء.
وذلك بعد أن هبط بنحو 0.3% ليصل إلى 89.533 وهو أقل مستوى له منذ السابع من يناير الماضي.
أداء اليورو والجنيه الاسترليني
وبالنسبة لسعر اليورو، فقد ارتفع إلى مستويات أوائل يناير الماضي، ووصل إلى 1.2249 دولار، مرتفعًا بنسبة 0.3%.
استقر سعر الجنيه الإسترليني عند 1.4136 دولار، ولم يتمكن حتى الآن من كسر حاجز مستوى 1.42 دولار.
بعد أن ارتفع بنسبة قدرها 1.2% خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في الوقت الذي تراجعت فيه العملات الرئيسية الأخرى أو استقر سعرها.
أداء العملات الرقمية
سجلت العملات الرقمية المشفرة خسائر قوية خلال الأسابيع الماضية.
وتراجعت العملتان المشفرتان بتكوين وإيثر بنسبة قدرها 3% خلال المعاملات الصباحية أمس الثلاثاء في بورصة نيويورك.
عوامل تراجع الدولار
تأثر الدولار الأمريكي كثيرًا بالبيانات الاقتصادية الأمريكية والتي جاءت ضعيفة وأقل من توقعات المحللين.
خاصة معدلات التضخم التي أثرت بشكل قوي على شهية المستثمرين.
فقد أظهرت تلك البيانات تباطؤ نمو الوظائف الأمريكية وارتفاع أسعار السلع الأولية.
هذا بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم الأمريكي وتراجع سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات.
كما كان لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة والإبقاء على سياسة التيسير النقدي دوره في مواصلة الدولار لتراجعه وهبوطه.
والتي من المتوقع أن تستمر خلال الأسابيع المقبلة.
كما كان لجائحة كورونا دور قوي في حالة الهبوط التي شهدها الدولار، حيث أثرت بدورها على أسعار العديد من السلع مثل النفط والذهب.
وتسبب فيروس كوفيد-19 في تقلب الأسواق العالمية وزيادة قلق المستثمرين.
مما دفعهم للجوء إلى الذهب باعتباره الملاذ الآمن والأبعد عن المخاطرة، مما أثر على سعر الدولار.